أجبر طول ليونيد شتادنيك غير الاعتيادي، على ترك الوظيفة التي يحبها، وعلى أن يحني رأسه وهو يتنقل حول منزله، موضحاً أنه كان طبيعياً، غير أن عملية جراحية في الدماغ، عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، حفزت نموه غير الطبيعي.
ولكن شتادنيك، الذي صنف في موسوعة غينيس للأرقام القياسية على أنه أطول إنسان في العالم، يقول إن حالته علمته أيضاً أنه يوجد العديد من “الغرباء” اللطيفين.
منذ الاعتراف بحالته من قبل مسجلي الأرقام القياسية الأوكرانيين قبل أربع سنوات، ومن قبل موسوعة غينيس العام الماضي، أرسل له الناس من كافة أنحاء العالم ملابس ضخمة، وزودوا بيته بمياه جارية، وقدموا له أخيراً دراجة عملاقة. وحصل الاثنين الماضي على سيارة جديدة كهدية من الرئيس فيكتور يوشيتشنكو. قال الطبيب البيطري السابق، البالغ من العمر 37 عاماً والذي مايزال يعيش مع والدته: “بفضل الناس الطيبين، لدي أحذية وملابس”.
في العام ،2006 قيس طول شتادنيك رسمياً وكان 56.2 متر، ليتفوق بذلك على الرجل الصيني الذي كان يحتل لقب أطول رجل في العالم، والذي بلغ طوله 36.2 متر. وكان نمو شتادنيك قد بدأ ينشط عندما كان في عمر الرابعة عشرة، وذلك إثر إجراء عملية دماغ، من الواضح أنها حفزت الإنتاج الزائد لهرمون النمو، وفقاً للأسوشيتد برس. وبينما يعد حجمه مخيفاً، إلا أن شتادنيك يسحر الزوار بابتسامة عريضة (فعلاً لا وصفاً) وضحكة طفولية، بحيث أنه يبدو أحياناً كفتى وحيد محجوز في جسد عملاق.
ورغم أن طول قامة شتادنيك جلبت له الانتباه وبعض الاهتمام، إلا أنه يعاني ليعيش حياة طبيعية.
فكل الأبواب في منزله المكون من طابق واحد، قصيرة جداً بالنسبة إليه، وتجبره على الانحناء لكي يمر.
أما وزنه، البالغ 200 كيلوغرام، فيسبب له آلاماً مزمنة في الركبتين وعادة ما يجبره على استخدام عكازات.
يحب شتادنيك الحيوانات، ولكنه اضطر لترك عمله كطبيب بيطري في مزرعة ماشية، بعد المعاناة من قضمة صقيع عندما كان متجهاً إلى عمله مرتدياً جواربه فقط في الشتاء، إذ لم يستطع دفع نفقات أحذية مصنوعة خصيصاً لقدمه البالغ طولها 43 سنتيمتراً. ولكن شهرته علمته ألا ييأس.
ومنذ ترك مهنته، ركز شتادنيك على إدارة حديقة العائلة والاعتناء ببقراته الثلاث، وحصانه والخنازير والدجاج المنوع.
يقول شتادنيك إن حلمه هو إيجاد توأم روحه، كحامل اللقب الذي سبقه، الصيني باو زيشون، الذي تزوج العام الماضي.
الأربعاء أبريل 16, 2008 11:32 pm